خطاب فخامة الرئيس أمام القمة العربية الرابعة والعشرين

خطاب فخامة الرئيس الدكتور إكليل ظنين، رئيس جمهورية القمر المتحدة، أمام القمة العربية الرابعة والعشرين الدوحة، 26-27 مارس 2013. بسم الله ا...

خطاب فخامة الرئيس الدكتور إكليل ظنين، رئيس جمهورية القمر المتحدة، أمام القمة العربية الرابعة والعشرين الدوحة، 26-27 مارس 2013.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد،


حضرة صاحب السمو الأخ/ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية،


أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ، أصحاب المعالي والسعادة،


معالي الدكتور/ نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية،


السادة و السيدات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


اسمحوا لي، بادئ ذي بدء، أن أتقدم بخالص الشكر وعميق الامتنان إلى دولة قطر الشقيقة، حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الوِفادة اللذيْن حظِيت بهما والوفدَ المرافق لي منذ وطئت أقدامنا أرض الدوحة المضيافة؛ كما لا يفوتني أن أشيد بحسن التنظيم الذي أحاط بقمتنا الرابعة والعشرين هذه.


ويطيب لي، كذلك، أن أتقدم بالشكر والتهنئة إلى أخينا دولة السيد / نوري المالكي، رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيقة، على الحكمة والتبصر اللذيْن أدار بهما مجلسنا على امتداد الدورة المنصرمة.


والشكر موصول إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأخ الدكتور نبيل العربي، على الجهود القيّمة التي ما فتئ يبذلها من أجل الارتقاء بالعمل العربي المشترك في جميع المجالات وترسيخ الأخوة والتضامن العربيَّين.
سمو الرئيس،


أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،


السادة و السيدات،


نلتقي اليوم في ظرفية دولية، تكاد تكون غير مسبوقة، من تعدد بؤر النزاعات المهدِّدة للسلام والسلم الدوليَّيْن، وتعاظم التحديات المانعة للرقى والتقدم، لاسيما في وطننا العربي الذي تتطلع شعوبه إلى تحقيق تنمية مستدامة تلبي طموحاتها المشروعة في العيش الكريم والمشاركة الفعلية في تسيير أمورها و صناعة مستقبلها.


وأول ما يَتأَتَّى به كسب هذه التحديات تفانينا، جميعا، فى تَلَمُّسِ مطالب شعوبنا والتجاوب معها عبر إصلاحات وسياسات تلبي طموحاتها.


أما على المستوى القومي، فإن الأمر يتطلب منا تعزيز التنسيق فيما بيننا وتوسيع قاعدته وآفاقه، سبيلا إلى دعم مواقفنا المشتركة وتحسين مراكزنا التفاوضية تجاه كافة الشركاء لتكون لنا كلمة مسموعة ورأي معتبر في كل القرارات المصيرية المتعلقة بكبريات الإشكاليات الدولية. كما ينبغي، في هذا الصدد، الإرتقاء بعلاقات التعاون فيما بين دولنا، في إطار مقاربة شمولية تقوم على المبادئ المؤسسة لجامعتنا.
صاحب السمو،


السادة و السيدات،


كما تعلمون، قد عاش بلدي، جمهورية القمر المتحدة، منذ حصوله على الاستقلال عام 1975، عهدا طويلا من عدم الاستقرار، حال دون بناء القدرات المؤسسية والبشرية اللازمة لوضع أسس الدولة الحديثة، وبلورة سياسات تنموية تفضي إلى الرفع من المستوى المعيشي للمواطنين.


وبفضل الدعم السخي الذي تلقيناه من أشقائنا العرب،إثر مؤتمر التنمية والاستثمار في جمهورية القمر المتحدة، المنعقد هنا، على أرض الدوحة، قبل ثلاث سنوات، ومواكبة المجموعة الدولية، فقد تمكنَّا، خلال السنوات القليلة المنصرمة، من تحقيق جملة من المكاسب الهامة على مسارات حيوية منها تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي وترسيخ الديمقراطية وانتهاج سياسات اقتصادية واجتماعية ناجعة، أهَّلتنا للاستفادة من المبادرة المعززة لتخفيف مديونية الدول الفقيرة المثقلة بالديون.


وقد أصبح الوضع اليوم ، حمدا لله، موّاتيا أكثر من أيّ وقت مضى لصياغة و تنفيذ الإصـلاحات و السياسيات الضـرورية لتجاوز كل العقبات والعراقيل التي تعترض مسيرتنا التنموية.


وبعزيمة لا تعرف الوهن باشرنا ـ مستعينين بالله تعالى - رسم المعالم الكبرى لرؤية إستراتيجية للبلاد في أفق 2030 وإعداد مسودة خطتها التنفيذية الخماسية الأولى للفترة 2013 ـ2017، في وثائق تم عرضها على اجتماع اللجنة العليا العربية للتنمية والاستثمار في جمهورية القمر المتحدة، برئاسة الشيخ أحمد بن حمد بن جبر آل ثاني، المنعقد بالدوحة يوم 14 مارس الجاري، حيث لاقت القبول والاستحسان من لدن كافة المشاركين في المؤتمر.


لذا فإنني أود اغتنام الفرصة السانحة اليوم لأتقدم، أصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب القمري، إليكم أصحابَ الجلالة والفخامة والسمو، ومن خلالكم إلى شعوبكم الشقيقة، بأسمى آيات الشكر وعميق الامتنان على الدعم السخي والمتواصل الذي مافتئ بلدنا يحظى به من قبلكم للنهوض باقتصاده وتحسين المستوى المعيشي لمواطنيه سبيلا إلى تعزيز تماسكه الاجتماعي واستقراره السياسي وإعانته على كسب مختلف تحديات التنمية.


كما لا يفوتني، في هذا المقام، أن أستزيد من كرمكم الفياض بالتماس مواصلة هذا الدعم وتنويعه عبر ضخ المزيد من الموارد المالية العمومية والخصوصية، ومن برامج المساعدة الفنية لتسريع وتيرة الاستثمار في البنية التحتية، لما لها من دور حيوي في دفع النمو وخلق فرص العمل والرفع من المستوى المعيشي للمواطن، ولاستغلال الفرص الكبيرة الكامنة في قطاعاتنا الاقتصادية الواعدة، لاسيما الزراعة والصيد والسياحة.


هذه، وحدها، هي الطريقة التي تضمن نجاح البرامج الطموحة للإصلاح وتطوير البنية التحتية وتنمية القطاعات الاجتماعية لإخراج البلد من وضحية الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية وجعله يسير باضطراد على درب التنمية المستدامة والالتحاق بمصاف البلدان الصاعدة ويلبي التطلعات المشروعة لشعبه.


ويبقى أن حجم الموارد اللازمة لتنويل خطتنا الخمسية الأولى يفرض بإلحاح إيجاد حل لمشكلة المديونية اتجاه مؤسسات التمويل العربية والإسلامية بحيث يستعيد بلدنا النفاذ إلى شبابيك قروضها الميسّرة، مع الحفاظ على مستوى مديونية خارجية مطابق لالتزاماتنا المترتبة على الاستفادة من المبادرة المعززة لتخفيف المديونية.


وبالمناسبة أغتنم الفرصة للتعبير لحضرة صاحب الجلالة السلطانقابوسبن سعيد، سلطان عمان، وحكومته عن جزيل الشكر على الدعم المتنوع لبلدنا وعميق الامتنان على الرؤية البناءة لتسوية سريعة للقضية الشائكة المتعلقة بمديونيتنا.


سمو الرئيس،


السادة و السيدات،

لا يفوتني، قبل اختتام كلمتي هذه، أن أؤكد، مجددا، تَشَبُّثَنَا، في جمهورية القمر المتحدة، بالمبادئ النبيلة المؤَسِّسَةِ لجامعة الدول العربية ومساندتنا الثابتة لحق الشعب الفلسطيني الشقيق في العيش الكريم ضمن دولة وطنية كاملة السيادة، عاصمتها القدس الشريف. وأن أشكر جميع الدول العربية لمواقفها الشجاعة المؤيدة لقضية جزيرة مايوت القمرية.


و إلى الشعوب العربية الشقيقة الأخرى، نتوجه بأصدق عبارات التضامن الأخوي وأطيب التمنيات بموفور الاستقرار و التقدم والازدهار.


أشكركم، وأتمنى لأعمالنا التوفيق والنجاح
والسلام عليكم ورحمة الله وب